KHAN ELKHALILI

lundi, janvier 18, 2010

يناير المصري 1952 -2010


يناير المصري
بين
الذاكرة الجمعية والزهايمر الرسمي
يأتي يناير من كل عام ليطرح سؤالا بل تساؤلات أصبحت معادة ومكررة فى بعض الكتابات التى تبحث عن اجابة لسؤال مركب متعدد الأبعاد هو ماذا حدث للمصريين؟ ربما يكون من الأفضل ان يكون السؤال ماذا حدث للذاكرة الجمعية للمصريين؟
الذاكرة الجمعية للشعوب والمجتمعات لاتفنى ولا تمحى لكنها تصاب بالضعف والوهن أحيانا خصوصا عندما تتعرض لحملات ممنهجة من التغييب والتزييف فى فترات الانحطاط والتخلف التى تبلى بها الدول والمجتمعات كما يبلى بها الأفراد والجماعات البشرية .
يناير فى التاريخ المصري يحمل ذاكرة العديد من الأحداث الهامة التى تحاول اجهزة الاعلام والثقافة الرسمية ان تطمسها أو تهمشها وكأنها لم تحدث قط. ربما يكون من الصعب العثور على مصطلح فى قواميس العلوم الاجتماعية والسياسية يمكن استخدامه لوصف هذه الحالة المصرية بامتياز, لكن قاموس الذاكرة الجمعية للشعب المصري لايخلو على اية حال من العديد من الكلمات والاوصاف التى تعبر بذكاء عن مثل هذه الحالات. لقد اصبح من مسوغات اختيار المسئولين فى مواقع أجهزة الاعلام من صحافة وقنوات تلفزيونية ومراكز الدراسات الملحقة بأجهزة الحكومة والحزب الحاكم ان يتمتع من يقع عليهم الاختيار بقدر كبير من التناحة والسماجة الفكرية وليس فى هذه الأوصاف ذم او قذف لكنها مجرد كلمات تصف بذكاء حالات الكثير من النخب الرثة التى تحتل مواقع الاعلام والتثقيف فى الاجهزة والمؤسسات الرسمية.
يناير فى الذاكرة الجمعية للشعب المصري ملئ بالأحداث التى تشكل علامات فارقة ومضيئة فى التاريخ الاجتماعي والسياسي للمجتمع المصري, بعض هذه الأحداث كان يحمل نذر تغيرات عدلت من طبيعة الاوضاع السياسية ونظام الحكم فى مصر <حريق القاهرة يناير 1952> كما أظهرت و جسدت أحداث أخرى الطبيعة المقاومة لشرائح اجتماعية تعمل فى أجهزة النظام السياسي نفسه <مقاومة رجال الشرطة للاحتلال البريطاني فى الاسماعيلية يناير 1952 > . اذا انتقلنا الى يناير 1972 نجد ان الذاكرة الجمعية على الرغم من التعتيم والتناحة الاعلامية الرسمية لازالت تحتفط فى مدوناتها الخاصة بالانتفاضات الطلابية التى شهدتها الجامعات المصرية وهزت اركان النظام الساداتي فى ذلك الوقت والتى واجهها نظام السادات باطلاق جماعات الاسلام السياسي وعودة جماعة الاخوان المسلمين الى النشاط العلني بتشجيع رسمي لمواجهة الحركات السياسية والاجتماعية المعارضة وكلها كانت ذات طابع يساري ووطني تقدمي .
<مزيد من التفاصيل عن أحداث يناير 1977 فى عدد يناير 2007 من أرشيف خان الخليلي بمناسبة مرور ثلاثين عاما عن هذه الانتفاضة > يمكن الاطلاع على هذا العدد عبر الرابط التالي مباشرة
اضغط على الرابط التالي
ومن الانتفاضات الطلابية فى يناير 72 الى الانتفاضة الشعبية واسعة النطاق فى يناير 1977 حيث لم يشهد المجتمع المصري انتفاضة شعبية بهذا الحجم والانتشار المتزامن على مجمل الخريطة المصرية من اسوان الى مرسى مطروح مرورا بكافة محافظات مصر.لقد عرضنا لأحداث وتفاصيل يناير 77 فى خان الخليلي من قبل ويمكن الرجوع الى أرشيف السنوات السابقة للاطلاع على الموضوعات المتعلقة بذلك,
كانت هذه مجرد تداعيات ينايرية بمناسبة يناير المصري الذي يهل كل عام حاملا معه بشائر وعلامات أحداث تأتي من بعده ويناير هذا العام كان ولايزال مثقلا بالعديد من هذه العلامات التى لاتخطؤها العين فقط عليكم الا تقعوا فى أسر خطاب النخب الرثة من كلاب الحراسة الجدد الذين يحاولون تزييف الأحداث وطمس الذاكرة وتشويه التاريخ, فقط تذكروا أحداث يناير الحالي يناير 2010 وتمعنوا فى دلالاتها وماتشير اليه من مقدمات فخلال اسبوعين فقط توالت أحداث يناير هذا العام وكشفت حدود وامكانيات السياسة المصرية ومحدودية الفكر العشوائي الجديد وفقر امكانياته وادواته فى الفعل والحركة. من كيفية التعامل مع قافلة غزة الى غباء التعامل مع 1400 من نشطاء مدافعين عن فك الحصار المضروب على فلسطيني غزة الى الجدار الفولاذي وصولا الى نجع حمادي ذلك اذا ما تغاضينا عن فضائح رجال السياسات وقضايا الفساد التى شهدها هذا الشهر الذي لم يينتهي بعد,
تذكروا فان الذكرى تقوى من لايزالون يحملون هموم مصر أما النخب الرثة المصابة بمرض فقدان الذاكرة الزهايمر فلا تنتطروا نفعا من ورائها لأن هذا المرض غير قابل للشفاء.
الى اللقاء لاستئناف موضوعاتنا القادمة