KHAN ELKHALILI

dimanche, mars 30, 2008

1968

ربما تكون مجرد مصادفة ان تأتي حركة أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية التى تمثلت فى الوقفات الاحتجاجية والدعوة الى اضرابات قادمة فى حالة عدم تحقيق المطالب التى رفعتها حركة 9مارس، مواكبة للذكرى الاربعين لإنتفاضة فبراير 1968 التى اندلعت شرارتها ايضا من جامعة القاهرة ومصانع حلوان فى نفس الوقت. أربعون عاما مضت شهدت مصر خلالها تغيرات بنيوية على كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ماهو الدور الذى لعبته انتفاضة فبراير 68 ؟ وكيف نفهم هذا الصمت المرضي الذي ربما يعبر عن فقدان الذاكرة خصوصا لدى من عاصر هذه الاحداث أو من شارك فيها بشكل أو آخر بصرف النظر عن الموقع الذي كان يشارك منه ؟ لأن الموضوع يتعلق بذاكرة مصر الجمعية التى تشهد عمليات تدمير وتشويه منهجي، لابد من قوس نذكر فيه ببعض الوقائع التاريخية التى لم يطلع عليها وربما لم يعلم بها حتى اليوم هذا الجيل الذي يبلغ عمره اربعون عاما اليوم. بعد قيام حركة الضباط الاحرار فى يوليو 52 كانت الخطوة الاولى التى اتخذتها هي تأميم الحياة السياسية التى كانت تمثلها بشكل عام التيارات الاساسية وهى التيار الليبرالي بزعامة حزب الوفد والتيار الاسلامي بقيادة الاخوان المسلمين والتيار اليساري الذي كان يضم الحزب الشيوعي والتنظيمات الماركسية المختلفة. تم إلغاء الاحزاب والتنظيمات وظهر تنظيم مركزي واحد على كل من يريد ان يمارس العمل السياسي ان ينضم اليه ولقد بدأ هذا التنظيم تحت اسم هيئة التحرير ثم تغير الاسم عدة مرات خلال النصف قرن الاخير فتحول الى الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي العربي ثم حزب مصر العربي الاشتراكي واخيرا استقر حتى الآن تحت اسم الحزب الوطني الديموقراطي. أهمية الدور الذي قامت به انتفاضة فبراير 68 يتمثل فى انها كانت أول حركة احتجاجية واسعة تنزل الى الشارع منددة بهيمنة التنظيم الواحد الذي تغير اسمه حتى ذلك الوقت ثلاث مرات لكنه ظل نفس التنظيم الذي نشأ فوقيا بقرار سيادي واستمر كذلك حتى اليوم بصرف النظر عن التعديلات والتجميلات التى ادخلت عليه. اذا كانت الشرارة التى أدت الى اندلاع انتفاضة فبراير هى رعونة الاحكام التى صدرت ضد قادة سلاح الطيران الذي ارتبط مباشرة بهزيمة 67 العسكرية، الا ان الشعرات التى رفعتها المظاهرات والبيانات تكاد تكون هى نفس الشعارات والمطالب التى ترفعها الحركات الساسية المختلفة فى مصر اليوم !! الديمقراطية وحرية النشاط والتعبير السياسي وعدم هيمنة تنظيم السلطة على مقاليد الامور كافة الامور الخ. شهد المجتمع المصري حراك فكري ونشاط ثقافي كبير تمثل فى اعداد كبيرة من الجمعيات الثقافية والادبية والمجلات والنشرات التى تناولت لاول مرة بشكل علني كافة الموضوعات التى كانت من التابوهات اى المحظورات منذ يوليو 52 ، حتى التنظيمات التى حلت نفسها واندمجت فى اجهزة النظام عادت لتغير من خطابها السياسي والفكرى لكن الاهم من ذلك كله هو بداية قيام التنظيمات السياسية السرية ولعل ابرزها فى ذلك الوقت التنظيم الشيوعي المصري الذي عرف اختصارا باسم تشم ةذلك فى اكتوبر 1969 والذي تحول بعد ذلك الى حزب العمال الشيوعي المصري. أدى الحراك السياسي الذي نتج عن فبراير الى تشجيع القوى الكامنة والاساسية فى المجتمع المصرى الى الظهور على سطح الاحداث فكانت وثيقة المفكرين والمثقفين الشهيرة التى وقع عليها توفيق الحكيم ولويس عوض ويوسف ادريس وكافة الاسماء الكبيرة من الادباء والصحفيين فى ذلك الوقت. على الجانب الآخر لم يمر شهر حتى أعلن عبد الناصر برنامج 30 مارس الذي استهله بعبارة شهيرة الشعب يقول وانا معه !! كانت حركة التفاف حول المطالب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى رفعتها شعارات الانتفاضة ولم يتحقق شيئا منها بطبيعة الحال. تزايد الحراك وتسارعت الاحداث فيما يمكن ان نطلق عليه دورات الانفجارات الشعبية، فكانت الحركات الطلابية الواسعة فى اعوام 72 و73 ثم كانت انتفاضة يناير 1977 وبعد ذلك لم يتوقف الحراك على الرغم من زيادة ادوات التحكم والقمع الامنى وإغفال بل رفض أى حل عقلاني بقيام حياة سياسية ديمقراطية حقيقية تقبل المشاركة وتبادل السلطة وعدم الهيمنة التى كانت تغير من اشكالها لكنها ظلت نفس الهيمنة منذ هيئة التحرير وحتى الحزب الوطنى الحالي. كان اغتيال السادات أحد نتائج هذا النهج الذي لايريد النظام ان يتخلى عنه ثم كانت انتفاضة جنود الامن المركزي فى مارس 1986 مظهر آخر للعناد والاصرار على الانفراد بالهيمنة على كافة الامور مع العجز عن إدارة مؤسسات الدولة والمجتمع بما فى ذلك جهاز الامن المركزي. لكن قوى المجتمع المصرى بكافة ألوانها الايديولوجية والسياسية كانت قد انطلقت ولم يعد يجدي شئ فى منعها على الرغم من النمو الهائل الذي شهدته الاجهزة الامنية وكذلك تطور أدوات القمع واستيراد أحدث تكنولوجيات ادوات ومعدات القمع البوليسي. لكن رغم ذلك شهد المجتمع المصرى صعود موجات العنف الأصولي وتكاثرت التنظيمات السرية التى تبنت العنف كأسلوب للعمل بعد ان تم سد كافة قنوات العمل المجتمعي والسياسي امام الجميع. انتهت أو هدأت موجة العنف المسلح التى شهدتها سنوات التسعينيات، لكن رغم ذلك لم يتم تغير بنيوي حقيقي فى الحياة السياسية المصرية فلايزال الاصرار على الاستفراد والهيمنة هو السائد واضيف الى ذلك ظواهر جديدة تتمثل فى النهم اللاعقلاني الذي تمارسه شرائح اجتماعية ظهرت وصعدت الى قمة الهرم السياسي والاجتماعي المصري فى ظل غياب أية آليات للمحاسبة او الشفافية واختلط المال العام بالخاص وتداخلت شبكات المصالح والعائلات خلال السنوات الاخيرة وهو ما ادى الى الاوضاع الراهنة التى يشهدها المجتمع المصرى ومنها ان المطالب والشعارات
التى ترفعها القوى السياسية فى مصر حاليا هى نفسها المطالب والشعارات التى رفعتها انتفاضة فبراير منذ اربعين عاما
كان فبراير المصري الذي جاء بعد ثمانية أشهر فقط من هزيمة يونيو 67 بمثابة بداية اعلان القطيعة مع نظام يوليو الذي بدأ قبل ذلك بخمسة عشر عاما وهو ما تأكد بعد ذلك لكن فى إتجاه آخر غير ماكانت تهدف اليه مطالب وشعارات انتفاضة فبراير، القطيعة التى بدأها السادات بما عرف بسياسة الانفتاح واستكملها مبارك بسياسات وصلت بالمجتمع المصري الى اوضاع أسوا من اوضاع ماقبل 52 من حيث هيمنة مجموعات رأس المال على الاقتصاد والسياسة وهو ما تشهد مصر حاليا نتائجه الكارثية على المجتمع والمواطن المصرى. لكن من ناحية اخرى اطلقت انتفاضة فبراير القوى الحية فى المجتمع المصرى من عقالها كما اسقطت محرمات كثيرة بدت كما لو انها من المسلمات فتكاثرت التنظيمات والجمعيات السياسية والثقافية على الرغم من المنع القانوني لها، وشهدت مصر فترة من الابداع والجدل الفكري والثقافي والفني بشكل عام على الرغم من المناخ الثقيل الذى نتج عن صدمة الهزيمة وقدم ماعرف بجيل الستينيات مساهمات وابداعات لاتزال تمثل مرجعا للمقارنة بالنسبة لما وصلت اليه الاوضاع الآن فى كافة المجالات من ثقافة وفن وسينما وأدب الى مجالات ادارة الاقتصاد والمجتمع. يكفى لمن يريد ان يتأكد من ذلك ان يعود الى النشاط والانتاج الفني من مسرح وسينما وشعر وغناء بالاضافة الى حركة النشر ودور الدمعيات الثقافية والسياسية فى الفترة التى تلت هزيمة يونيو وحتى حرب اكتوبر 73. كمثال على ذلك الدور الذى لعبه الثنائي احمد فؤاد نجم والشيخ إمام رغم المنع الرسمي لاغانيهم المستمر حتى الآن !! ودور مجلات أصدارات غير دورية مثل الغد وجاليرى 68 التى كانت بمثابة واجهات ثقافية وأدبية للحركات والتنظيمات السياسية التى ظهرت فى هذه الفترة.

كان لابد من هذه المقدمة لتنشيط الذاكرة خصوصا لمن لم يعاصروا هذه الفترة وتحديدا هذا الجيل الذي يبلغ عمره الآن أربعون عاما !! لكن ماالذي حدث فى مصر فى فبراير 68 ؟ وكيف تداعت الاحداث ؟ ومن الذي أطلق شرارة البدء ؟ وكيف انتهت هذه الانتفاضة ؟ وما هي النتائج التى اسفرت عنها على المستويين الرسمى والمجتمعي ؟ الاجابة على هذه الاسئلة وغيرها ستكون موضوع العدد القادم حيث سنستعرض تسلسل الاحداث منذ الساعات الاولى لخروج عمال مصانع الطائرات فى حلوان فى نفس الوقت الذي بدأ فيه تحرك طلاب جامعة القاهرة فور صدور ألاحكام فيما عرف بقضية قادة سلاح الطيران، ثم اعلان عبد الناصر لبيان 30 مارس الذي حاول فيه ان يستوعب الحركة التى انطلقت وخرجت عن سيطرة أجهزة الحكم وادواته السياسية من الاتحاد اشتراكي ومنظمة الشباب والجهاز الطليعي الى اجهزة الامن، بالاضافة الى ما تلا ذلك من أحداث اخرى اكثر دموية فى المنصورة والاسكندرية فى نوفمبر 69 وما تلاها من اعتقالات ونفي لقادة هذه الحركات ثم ما تلا ذلك من دورات التراكم والانفجار التى لم تتوقف منذ ذلك الوقت والتى اشرنا اليها سابقا.

الى اللقاء لاستكمال استدعاء الذاكرة التى يعمل من يتولى أمور الثقافة والاعلام والتعليم على محوها، لكن الذاكرة الجمعية لاتمحى حتى وان تعرضت للحجب والتشويه من جانب من لاينتمون الى هذا الوطن بصرف النظر عن المواقع التى يحتلونها أو التى هبطوا عليها دون ان يختارهم او يوكلهم احد بذلك. الى اللقاء قريبا لاستعراض ماحدث

lundi, mars 24, 2008

1968

1968

CAIRO UNIVERSITY

AL SHARARA

40 YEAR AFTER
1968 أربعون عاما
من يبلغ عمره الآن أربعون عاما لم يكن قد ولد عندما اندلعت الحركات التى هزت العالم عام 1968. هل يعلم هذا الجيل شيئا عما حدث ؟ هل هناك من يهتم فى العالم العربي بشكل عام وفى مصر بشكل خاص بفتح أرشيف هذا العام الذي امتدت احداثه الى كافة بقاع العالم من اليابان والصين وفيتنام الى اسبانيا وايطاليا واليونان وفرنسا وألمانيا وبلدان اوروبا الشرقية بالاضافة الى بلدان امريكا الجنوبية بل الولايات المتحدة نفسها؟ لكن قبل كل ذلك فإن هذه الأحداث بدأتها مصر قبل الآخرين باسابيع او شهور قليلة. أحداث بدأت فى مصر فى فبراير وتحديدا فى الحادي والعشرين من فبراير الذي يوافق يوم الطالب العالمي الذي اصبح كذلك تخليدا لنضال الطلاب المصريين ! هل يعلم الجيل الذي يبلغ عمره الآن اربعين عاما ذلك؟ الى اللقاء قريبا لنفتح ملف العام الذي شهد حركات سياسية واجتماعية هزت العالم من اقصاه الى اقصاه .
مالذي حدث بالضبط؟
اين جرت هذه الأحداث؟ وبماذا كانت تطالب؟
مالذي أحدثته هذه الحركات من تغيرات اساسية فى قيم ومفاهيم كانت سائدة حتى ذلك الوقت؟
ماالذي حدث فى مصر بالضبط؟ وما هى نتائج وتداعيات انتفاضة فبراير 68 على المستويين الرسمي والمجتمعي؟
وما هو الدور الذي لعبته فى كسر احتكار السلطة للعمل والتنطيم السياسي؟
هذه الاسئلة وغيرها كثير سنحاول ان نستعرضها معا قريبا جدا الى اللقاء لنفتح ملفات
68
Théâtre National
Odéon OPERA DE PARIS
LA SORBONNE
Martin Louther King
Assassinated in 1968
CHE GUEVARA
Assassinated in octobre 1967