رحيل عاشق
محمد السيد سعيد
رحل عاشق اخر من عشاق مصر
ولان المعشوقة تحمل من الهموم والاوجاع مالايطاق فلقد كان عشق وعطاء محمد السيد سعيد لمصر بنفس القدر من المعاناة
خلال السنواث القليلة الماضية كان رحيل العشاق يتسارع وكانت هموم ومعاناة مصر تتفاقم
بين العشق الصادق الذي تحمله موجات من المشاعر الرومانسية الصافية الذي لاينتظر ثمنا ولا مقابل سوى سعادة المعشوقة وتعافيها
وبين نوع اخر من الحب المعلن الذي يخفي مشاعر نرجسية وشوفينية يغلفها خطاب وصولي انتهازي متملق ينتظر
قبض الثمن من ناحية اخرى تكمن اشكالية هذه العلاقة الجدلية بين العاشق وبين محترفي التسلق والتلون سعيا الى المناصب باسم حب الوطن
محمد السيد سعيد كان عاشقا ومفكرا لمصر همه ان يترك افكارا ومشاعر صادقة للاجيال القادمة التي ستجد حلا للقضاء على هذه السحب السوداء التي تغلف سماء مصر منذ عقود وتنشر الفساد والتلوث في كل بقاع مصر
رحل الفارس العاشق المفكر اللامساوم كما رحل من قبله احمد عبد الله وتيمور الملواني وعدد غير قليل من المبدعين
والادباء والفنانين ممن حملوا هموم مصر وسقطوا في الطريق لانهم كانوا يعلمون انهم يسيرون ضد تيار فساد السياسات واستبداد الحكم وتلوث كل شئ بدءا من الماء والغذاء والهواء وصولا الى ذمم واخلاقيات نخب تبحث عن المناصب والثراء مهما كان الثمن
وداعا ايها العاشق الرومانسي المفكر الاصيل الفارس والانسان النبيل
اعمالك وافكارك وذكراك سيحملها عشاق مصر الاوفياء من اصدقاءك ورفاقك ومن الاجيال القادمة
ستختفي السحب السوداء التي تغيم سماء مصر منذ عقود وسينتصر الذكاء المصري الطبيعي الذي لم تفقد ايمانك به على كل ماعداه
الحديث معك سيتواصل رغم الرحيل وربما يكون ذلك ثمن اردت ان تدفعه حتى يستيقظ الاخرون