ذكريات
يناير المصري
البحث عن اللصوص!1
انتفاضة يناير
بين
العسكر والحرامية
من الذي سرق مصر؟
نشرة اخبار الحادية عشر مساء يوم الأثنين السابع عشر من يناير 1977 تعلن عن قرارات الحكومة برفع اسعار عدد من السلع الاساسية بنسب تتراوح بين اربعين و مائة فى المائة شملت الزيت والسكر والشاي والارز والبوتاجاز الخ. هدوء غريب ساد ليلة السابع عشر وحتى صباح الثامن عشر من يناير ولم يتخيل احد ماهو رد فعل الناس البسطاء وهم المستهدفين اساسا بهذه ا لقرارات التى تمس السلع الاساسية لحياتهم.1
وصف السادات الاحداث بأنها انتفاضة حرامية
صباح الثلاثاء 18 يناير لوحظ عدد من التجمعات التلقائية فى المناطق التى يتجمع فيها الموظفون والعمال والطلاب سواء فى محطات المواصلات او مواقع العمل
والجامعات.1
هل يمكن منع الحراك الاجتماعي والسياسي بالمواجهات الأمنية؟
سكان العشوائيات من الظواهر الجديدة فى المجتمع المصري
هل يصبحون المادة البشرية للإنفجارات القادمة؟
حوالي الساعة التاسعة صباحا وصلت اول اشارة الى قيادات وزارة الداخلية وغرف عمليات قوات الامن تبلغ عن خروج عدة تجمعات عمالية من مصنع
الحرير الصناعي بحلوان يتظاهرو ن ضد قرارات رفع الأسعار ويتجهون الى المصانع المجاوة يدعون العمال الى الخروج للتظاهر.1
اتسعت المظاهرات العمالية لتشمل كل منطقة حلوان الصناعية التى تضم مئات الالوف من العمال موزعين على عشرات المصانع الكبيرة، انضم ألاف من المواطنين الى المظاهرات العمالية واتجهت عدة مجموعات من المتظاهرين الى محطات المترو واندلعت أعمال عنف شديدة شلمت مهاجمة مباني المحطات والقطارات بعد ان تم قطع حركة قطارات المترو الذي يربط منطقة حلوان الصناعية بالقاهرة فى نفس الوقت اتجهت مجموعات الى طريق الكورنيش الذي يصل
المدينة الصناعية بالعاصمة وقاموا بمهاجمة وحرق السيارات وعربات المارة المتواجدة فى الطريق.1
ظاهرة التوربيني واطفال الشوارع لم تكن موجودة عام 1977
هل فات الآوان لإنقاذهم ام سيكونون مادة الاحداث القادمة؟
على الرغم من التدخل العنيف لقوات الامن المركزي وتفرق التجمعات العمالية بعد مصادمات عنيفة إلا ان التجمعات العمالية والشعبية كانت تعود لتتجمع من جديد منتشرة فى كل الأرجاء واستمرت المواجهات العنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين طوال اليوم.1
هل نستمع الى صراخهم قبل فوات الآوان؟
حوالي الساعة الحادية عشر صباحا وصلت مظاهرة تضم طلابا من كلية الهندسة بجامعة عين شمس وطلابا من كلية الفنون الجميلة ومعهم أعداد كبيرة من طلاب المدارس الثانوية الى مبنى مجلس الشعب وسط القاهرة وكانت المظاهرة سلمية فى بداياتها تردد شعارات ضد الحكومة وضد قرارات رفع الأسعار، تحولت المظاهرات الى مواجهات عنيفة مع قوات الامن التى حاولت منع المتظاهرين من الإقتراب من مبنى البرلمان. تحولت المظاهرة الى عدة مظاهرات بعد الصدام مع قوات الامن المركزي وتوجهت المظاهرات التى نتجت عن ذلك الى وسط القاهرة حيث المحلات التجارية فى شارع قصر النيل وكذلك منطقة عابدين وهناك جرت مواجهات ومصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن وتم تحطيم الكثير من واجهات المحلات التجارية واندفعت مجموعات من المتظاهرين الى داخل المحلات
حيث تم الاستيلاء على منتجات وسلع الكثير منها.1
وصلت اشارات متتالية وسريعة الى غرف عمليات الأمن ووزارة الداخلية تفيد بخروج مظاهرات شعبية فى كثير من الاحياء الشعبية فى القاهرة وفى نفس الوقت خرجت مظاهرات مماثلة فى شبرا والمطرية والزيتون والسيدة زينب وحي باب الشعرية والموسكي وكل الاحياء المماثلة تقريبا. وجدت قيادات الأمن نفسها فى موقف بالغ الصعوبة يتجاوز كل إمكانياتها على السيطرة كما يجعل كل خطط وطرق المواجهات الامنية المتعارف عليها غير قابلة للتطبيق، ليست هناك مظاهرة واحدة او حتى عدة مظاهرات يمكن تطبيق خطط وتكتيكات الأمن المركزي عليها، لكن كان هناك وضع غير مسبوق ولم يتخيله احد على الإطلاق، لقد خرجت الجموع باعداد كبير وبانتشار افقي واسع شمل كل احياء العاصمة
ومناطق التجمعات العمالية الكبرى والجامعات.1
تحولت المظاهرات مع نهاية اليوم الى انتفاضات دموية. انتشرت مجموعات من المتظاهرين فى مساحة جغرافية شديدة الاتساع وبدأت فى اشعال الحرائق فى المباني العامة والاكشاك فى الميادين العامة، لم تستطع عربات الإطفاء الوصول
الى مناطق الحرائق حيث تم قطع الطرق كما كانت تهاجم من قبل المتظاهرين.1
عشوائيات وحوادث قطارات وكوارث عبارات واكياس دم فاسدة وتوربيني واطفال شوارع و سعار جنسي وسط البلد ونهب للمال العام. من الذي يعد للإنفجارات القادمة؟ من المستفيد؟
بدأ المتظاهرون فى مهاجمة أقسام البوليس خصوصا فى وسط القاهرة والاحياء الشعبية خصوصا فى باب الشعرية والموسكي حيث دارت معارك عنيفة للغاية بين المتظاهرين وقوات الامن حيث سقط عشرات من القتلى من بين
المتظاهرين وقوات الامن.1
طوال ليلة الثامن عشر /التاسع عشر من يناير دارت مواجهات عنيفة بين مئات الالوف من المتظاهرين وبين قوات الامن والمركزي فى كل الاحياء الشعبية وبالقرب من وسط القاهرة، بدأ هدوء نسبي حوالي الساعة الثالثة صباحا.1
فى نفس الوقت التى كانت القاهرة تشهد فيه هذه الأحداث كانت الاشارات تتوالى الى غرف عمليات وزارة الداخلية وقيادات الامن تبلغ عن خروج مظاهرات شعبية كبيرة فى كل المدن المصرية الكبير من الاسكندرية شمالا الى اسوان فى اقصى الجنوب واتسمت المظاهرات بإندلاع مواجهات عنيفة مع قوات الامن التى فقدت السيطرة على الامور ونتيجة
ذلك تم مهاجمة وتدمير المباني الحكومية والمحلات التجارية واستمرت المواجهات طوال يوم 18 يناير.1
توجه المتظاهرون فى اسوان الى استراحة الرئاسة حيث كان الرئيس انور السادات متواجدا بها وقت الاحداث، ظل السادات محاصرا داخل الاستراحة لعدة ساعات حيث نصحه المسئولون عن حراسته بعدم الخروج وحدثت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات حرس الرئيس وتم استدعاء قوات تدخل خاصة ساعدت السادات على الخروج من الاستراحة الرئاسية مستخدما طائرة مروحية وبعد ذلك استقل طائرة لتقله الى القاهرة لكن الطائرة لم تستطع الهبوط فى مطار القاهرة الذي تم اغلاقه بسبب المواجهات العنيفة التى دارت فى المناطق القريبة منه وبعد ساعتين من التحليق هبط
السادات فى احد المظارات العسكرية.1
صباح اليوم التالي الاربعاء 19 يناير ومع بزوغ الشمس بدأت المظاهرات فى الخروج مع تصاعد فى أعمال العنف والمواجهات مع قوات الأمن التى فقدت السيطرة تماما، وشهد هذا اليوم احراق اعداد كبيرة من السيارات والاستيلاء على محتويات اعداد كبير من المحلات والسوبرمارك بالاضافة الى كثير من المباني التى تحمل رموزا خاصة مثل المباني السياحية من فنادق وكازينوهات شارع الهرم الليلية. فى هذا اليوم ابلغ عن وقوع 44 قتيل فى القاهرة لكن الحصيلة الكلية للضحايا والخسائر كانت ثقيلة للغاية: 1
الشيخ إمام اعتقل فى يناير وغنى كل ماتهل البشاير من يناير كل عام وأدي مصر ليحفظ للبسطاء ذاكرتهم من الاندثار
للاستماع الى اغاني الشيخ امام اذهب الى المواقع التالية
على الرغم من فتح قوات الامن النار على المتظاهرين إلا ان الوضع خرج تماما عن سيطرتها حيث كان مئات الالوف ينتشرون افقيا فى كل الانحاء وفى نفس الوقت مما جعل كل خطط قوات الامن تفقد فاعليتها بل وتفشل فى التنفيذ..1
بعد ظهر الاربعاء 19 يناير وفى مواجهة هذا الوضع شديد الخطورة، تراجعت الحكومة وظلت تذيع بيانات متتالية ومتكررة بإلغاء القرارات الخاصة برفع الاسعار وتم استدعاء قوات الجيش التى نزلت الى الشوارع للسيطرة على الامن وذلك للمرة الأولى منذ عام 1952 واحتلت المدرعات والدبابات والقوات المسلحة المواقع الرئيسية فى كل المدن الكبرى وتم اعلان حظر التجول ابتداء من بعد الظهر. لكن على الرغم من اعلان حظر التجول ظلت المواجهات المتفرقة
مستمرة حتى ساعات متأخرة من الليل ثم خيم هدوء شديد التوتر على مصر مع قدوم الليل.1
ليست هناك احصائيات مؤكدة عن نتائج ما حدث فى يناير 1977. الاحصائيات الحكومية الرسمية نشرت ارقاما عن الضحايا والخسائر واعداد الذين تم اعتقالهم لكن سير الأمور اثبت كالعادة عدم صحة هذه الارقام. الأرقام الغير رسمية تضاربت فيها التقديرات أقلها قدر عدد الضحايا بثلاثمائة قتيل والفين من الجرحي. لكن تقديرات اخرى وصلت بعدد الضحايا الى 800 قتيل. لكن على الرغم من التضارب فى تقدير الضحايا والخسائر الا انه يمكننا ان ندرك ابعاد ما
حدث اذا اخذنا بنتائج دراسة رسمية قام بها عقيد بالشرطة ونشرت فى مجلة الأمن العام التى تصدرها وزارة الداخلية
نشرت مجلة الأمن العام فى عدد ديسمبر 1978 دراسة تحليلية عن احداث يناير 1977 قام بها العقيد محمد عبد الحميد ويذكر فيها مايلي : 1
بلغ عدد القتلى300 قتيل من بين المتظاهرين وأكثر من 2000 جريح وهذه الارقام تم الحصول عليها من مصادر المستشفيات واقسام الشرطة واحزاب المعارضة الرسمية .1
بيانات وزارة الداخلية التى نشرتها الصحف تغيرت عدة مرات ولكنها استقرت عند رقم 170 قتيل.1
وفقا لدراسة العقيد محمد عبد الحميد كانت الخسائر على النحو التالي: 1
حرق 70 سيارة
تدمير 25 منشأة
تدمير وسرق 31 محل
حرق أو تدمير 22 قسم بوليس ومنشآت امنية
حرق 49 سيارة بوليس
حرق واتلاف 130 من المباني الحكومية
احراق 88 سيارة اوتوبيس
اتلاف تدمير أو حرق 128 منشأة خاصة
حرق 108 سيارة خاصة
المصدر : دروس احداث 18 و 19 يناير 1977 دراسة للعقيد محمد فاروق عبد الحميد، مجلة الامن العام عدد ديسمبر 1978
لكن الجانب الهزلي لما حدث تمثل فى حملة الاعتقالات التى تمت ثم المحاكمات التى تلت ذلك
بلغ عدد الذين تم القبض عليهم فى اليوم الاول 628 فردا من واقع سجلات اقسام البوليس ولم تعطي المصادر الرسمية ارقاما دقيقة للعدد النهائي للمعتلقين لكن وفقا لقرارات الاتهام التى نشرت فى الصحف فلقد تم تقديم عدد 1560 الى المحاكمات التى تمت بعد الاحداث.1
المحاكمة الاولى قدم فيها عدد 1200 فردا اتهموا بالاشتراك فى المظاهرات واحداث العنف وتدمير المنشآت العامة والخاصة والاعتداء على قوات الأمن. من بين هذا العدد نسبة كبيرة ممن تقل اعمارهم عن 18 عاما كما تم استمرار اعتقال اكثر من 800 من بين هؤلاء لتقديمهم الى محاكم أمن الدولة. لكن تحليل الشرائح العمرية لهؤلاء يبين ان 67 فى المائة من العدد الاجمالي تقل اعمارهم عن 20 عاما ومن بين العدد الاجمالي هناك نسبة 6 فى المائة ممن تقل اعمارهم عن 15 عاما
اما المحاكمة الثانية فقد خصصت لعدد 360 من القيادات الصحفية والنقابية والطلابية بالاضافة الى عدد غير قليل من الطلاب والصحفيين والمحامين والمثقفين وكلهم تم اعتقالهم من منازلهم بتهمة معاداة النظام والتحريض على قلب نظام الحكم ووجه المدعى العام اليهم تهمة تحريض المتظاهرين على قلب نظام الحكم والانضمام الى منظمات سياسية سرية محظورة
تحليل الحالة المهنية والاجتماعية لهؤلاء يقول ان 65 فى المائة منهم من الموظفين والعمال الذين يعملون فى القطاع العام
نسبة 22 فى المائة من المعتقلين من الطلاب
عندما حطت اسراب الجراد فوق الاهرامات
أي خطر يهدد مستقبل مصر؟
الى اللقاء