AWLAD HARITNA
Les fils de notre quartier
***
ما هي الحكاية بالضبط؟ لماذا هذا التسابق على نشر طبعة مصرية لرواية اولاد حارتنا الآن؟ أين كان فرسان الفكر وحرية الابداع طوال حوالي نصف قرن ؟ لماذا لايقدم من يريد ان يدعي تبني حرية الفكر والابداع عرضا نقديا راقيا لهذه الرواية حتى من قبيل تحبيذ القراء على شراء الطبعة المصرية المنتظرة؟ لماذا لا يقدم ناقد من نقاد هذا الزمن عرضا وتحليلا نقديا لهذا الرواية الرائعة حقا؟ هل يعرف هؤلاء الحي الذي شهد أحداث هذه الرواية الملحمة؟ هل ذهب اي منهم ليتجول فى اماكن لاتبعد إلا بضع مئات من الامتار عن<وسط البلد> ، اماكن مثل العطوف والدراسة والخلاء ودرب قرمز والجمالية والدرب الاصفر والمقطم؟ هل يمكن لناقد من نقاد هذا الزمن ان يحدثنا عن أدهم وجبل ورفاعة وقاسم وعرفة وبطبيعة الحال الجبلاوي صاحب الوقف؟ من هوقدري الذي قتل اخاه همام ومن هم فتوات الحي؟ لكن ، رجاء الاسراع فى نشر هذه الرواية الرائعة التى تتحدث عن احوال مصر الآن كما كانت تتحدث عنها منذ
نصف قرن، نعم لأن شيئا لم يتغير، انها رواية لكل عصر وعلى القارئ ان يتحلى بقدر من الذكاء
***
قراءات فى
أولاد حارتنا
دعونا مما تقول الحكايات، لم يشهد أحد لقاء الجبلاوي وجبل، ولا الجبلاوي ورفاعة، تلك الأخبارتروى عادة ولكن لم يشهدها أحد ،غير انها عادت بالخير على اصحابها ، فصار لحي جبل كيانه المحترم ، كذلك حي رفاعة ومن حق حينا ان يكون مثلهما، لم لا؟ كلنا من صلب ذلك الرجل المعتكف فى بيته الكبير ، ولكن علينا ان نأخذ الأمر بالحكمة والحذر ، فاهتم ياقاسم بحيك ، ودعك من الاحفاد والمساواة وما هو خير وما هو شر ، ومن اليسير ان نضم سوارس الينا وهو قريبك ، ويمكن الاتفاق معه على ان يترك لنا نصيبا فى الريع
***
وعجب عم شنطح مبيض النحاس من اختفاء صادق، وكان سعى اليه فى داره فلم يجد له ولا لأحد من ذويه أثرا. وعبد الفتاح الفسخاني كذلك لم يجد لعامله عجرمه أثرا فى الحارة. ولم يعد ابو فصاده الى مقلى حمدون ولم ينذره بغيابه. وأين حمروش؟ قال حسونه الفران انه اختفى كأن نيران الفرن التهمته. وآخرون ذهبوا بلا عودة. وانتشر الخبر فى حي الجرابيع وامتدت منه أصداء الى بقية الحارة حتى قال الناس فى حيي جبل ورفاعة هازئين إن الجرابيع يهاجرون وأن سوارس لن يجد مع الأيام من يحصل منه الأتاوة
***
وتبادلا نظرة طويلة، أفصح من الدمع، ثم تعانقا. ولما وجد نفسه وحيدا تغلب على تأثره واقترب من النافذة يراقب الطريق. بدا الحي فى حياته المألوفة. فالصغار يلعبون حول مصابيح العربات، والقهوة تعج بالسمار، والاسطح تضج بأحاديث النساء، وسعال المدخنين يتخلله الفحش والسباب، ونواح الرباب، يرتفع، وهذا سوارس رابض على عتبة القهوة، ورسل الموت تحتل الاركان. ياسلالة الخيانة ويالصوص البشر. منذ ان اطلق ادريس ضحكته الباردة وانتم تتوارثون الجريمة وتغرقون الحارة فى بحر من الظلمات. الم يئن للطير
الحبيس ان ينطلق؟
***
فنم صوتها على ابتسامة وهي تقول
رأيناك ترعى أولاد الحارة كما ترعى الغنم، صحبتك السلامة. ذهب بنعمة، وكلما مر بربع انضم الى قافلته ماعز أو جدي أو تيس. وكان يلقى بالترحاب، حتى الفتوات ردوا على تحياته وكانوا يتجاهلونها، واخترق الممر الملاصق لسور البيت الكبير وراء طابور كبير من الأغنام في طريقه الى الخلاء
***
لم يكد يتغير شئ فى الحارة الأقدام مازالت عارية تطبع آثارها الغليظة على التراب. والذباب مازال يلهو بين الزبالة والأعين. والوجوه
مازالت ذابلة مهزولة، والثياب مرقعة والشتائم تتبادل كالتحيات، والنفاق يصم الآذان. والبيت الكبير قابعا وراء أسواره غارقا فى الصمت والذكريات، والى اليمين بيت الناظر، والى اليسار بيت الفتوة، ثم يجئ حي جبل، يليه حي رفاعة فى وسط الحارة، أما بقية الحارة وهي الناحية المنحدرة الى الجمالية فكانت مقام من لا صفة لهم ولا نسب، أو الجرابيع كما كانوا يدعونهم، وهم أتعس أهل
الحارة وأضيعهم
***
وحدث ان اخذ بعض الشبان من حارتنا يختفون تباعا ، وقيل فى تفسير اختفائهم إنهم اهتدوا الى مكان حنش فانضموا اليه وانه يعلمهم السحر استعدادا ليوم الخلاص الموعود واستحوذ الخوف على الناظر ورجاله فبثوا العيون فى الاركان وفتشوا المساكن والدكاكين وفرضوا اقسى العقوبات على اتفه الهفوات وانهالوا بالعصي للنظرة أو النكتة او الضحكة حتى باتت الحارة فى جو قاتم من الخوف والحقد والارهاب لكن الناس تحملوا البغي فى جلد ولاذوا بالصبر واستمسكوا بالأمل وكانوا كلما أضر بهم العسف قالوا لابد للظلم من
آخر ولليل من نهار ولنرين فى حارتنا مصرع الطغاة ومشرق النور والعجائب
***
والى قراءات أخرى فى أولاد حارتنا
صور الحي بعدسة درويش الحلوجي
Photos du quartier par
للاطلاع على تقارير الازهر عن الرواية
http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/656/0101.html